كل خمس سنوات تنتخب برلين نواب الولاية ومجالس الأحياء. فالإنتخابات التي ستجري في الثامن عشر من سبتمبر هي إذن إنتخابات لمجلس النواب ومجالس ممثلي الأحياء الإثني عشر. وبهذه الإنتخابات تنتهي الفترة التشريعية وأيضا فترة حكم رئيس بلدية برلين الحاكم ميشائيل مولر (الحزب الإشتراكي الديمقراطي)، والوزراء، ورؤساء بلديات الأحياء. وتدوم الفترة التشريعية الجديدة عادة حتى خريف عام 2021. ولكن موعد الإنتخبات القادم لم يحدد بعد.

ومن أجل دخول مجلس النواب، يجب على الحزب أن يحصل على خمسة في المائة من أصوات الناخبين، وعلى ثلاثة في المائة بالنسبة لممثلي الأحياء. ووافقت مديرة الإنتخابات في برلين على مشاركة واحد وعشرين حزبا في الإنتخابات. ومن أجل ذلك يتعين على الأحزاب التي لم نكن ممثلة في البرلمان حتى الآن أن تقدم في الموعد المحدد تواقيع مؤيدين بقدر كاف.

بالنسبة إلى الإنتخابات الخاصة بمجلس النواب يكون لكل من له حق الإنتخاب صوتان: صوت للحزب على صعيد الولاية، وصوت آخر للمرشح المباشر في دائرته الإنتخابية. وبالنسبة إلى  مجالس ممثلي الأحياء، يدلي كل فرد بصوت إما للحزب أو جمعية إنتخابية في الحي الذي يسكن فيه. ولهذا يحصل كل مواطن في مكتب الإقتراع على ثلاث أوراق للتصويت.

إن عدد النواب الذين سيحصلون فعلا على مقاعد في مجلس النواب، ليس نفس العدد في كل فترة تشريعية. فنتيجة إنتخاب الصوت الثاني، وهي الأصوات الممنوحة للأحزاب، هي التي تحدد توزيع مقاعد مائة وثلاثين نائبا الذين يشكلون البرلمان على الأقل. ونتيجة للأصوات الأولية يستيطع مرشحون دخول البرلمان، وهم ممن لم يكن لهم مكان، أو يأتون في مكان متأخر في اللائحة الإنتخابية، وهم النواب الإضافيون. ولذلك من الممكن أن يحصل حزب بوضوح على مقاعد أكثر في البرلمان. ومن أجل الحفاظ على توازن قوى الأحزاب أثناء التصويت في البرلمان تحصل أحزاب أخرى على مقاعد إضافية. وفي مجالس ممثلي الأحياء يمكن أن يتراجع العدد: إذا كانت قائمة حزب لا تتضمن عددا كافيا من المرشحين .بالقدر الذي تسمح به نتائج الإنتخابات، فتبقى هذه المقاعد شاغرة.

في الوقت الحاضر يبلغ عدد النواب 149 نائبا، وعدد ممثلي مجالس الأحياء 55 لكل مجلس. ومنذ عام 2011 يشكل الحزب الإشتراكي الديمقراطي والحزب المسيحي الديمقراطي مجلس الوزراء والإئتلاف الكبير في مجلس النواب. وفي البداية كان كلاوس فوفيرايت (الحزب الإشتراكي الديمقراطي) رئيس البلدية الحاكم الذي استقال في أغسطس 2014. ومن خلال تصويت الأعضاء انتخب الحزب الإشتراكي .الديمقراطي ميشائيل مولر في ديسمبر 2014 خليفة له.

تبين البرامج الإنتخابية أهداف الأحزاب التي تركز على التعليم والسكنى والأمن الداخلي. وأجرت إذاعة "إر بي بي" بالإشتراك مع صحيفة "مورجن بوست" البرلينية إستطلاعا للوقوف على المسائل التي تهم الناخبين في برلين.

وتبين أن 36% ممن شملهم الإستطلاع يولون اهتماما بمواقف الأحزاب تجاه اللاجئين واندماجهم مع المجتمع الألماني. وفي المكانة الثانية تأتي العدالة الإجتماعية التي تقرر ماهية الإنتخاب بالنسبة لـ 23%. ومن ثم يأتي التعليم (17%) والسكنى (14%) والأمن الداخلي (11%).

وتبين على مستوى الأحياء أن الأهم بالنسبة للمواطنين هو إمكانية وجود سكن بأجرة مناسبة في برلين. وتلعب مسألة إبعاد المستأجرين القدامى من خلال رفع الإيجارات دورا هاما. ومن المهم بالنسبة لمجالس ممثلي الأحياء هو توفر الموظفين في الدوائر الرسمية لكل حي، أي تلك الدوائر التي يتردد عليها المواطنون باستمرار.

تفتح مراكز الإقتراع أبوابها من الساعة الثامنة صباحا حتى السادسة مساء. وبعد ذلك يبدأ فرز الأصوات بشكل علني، أي بوسع كل مواطن أن يشاهد ذلك.

ويحق التصويت لكل مواطن ألماني مسجل في برلين منذ الثامن عشر من يونيو 2016. ومن ينتخب نواب البرلمان يجب أن يبلغ من العمر 18 سنة، ومجالس ممثلي الأحياء 16 سنة.

يكون لدى النواب المنتخبين مهام مختلفة هي:

على مستوى الأحياء يكون ممثلو المجالس مسؤولين  بالدرجة الأولى عن الخدمات البلدية، أي عن الإدارة. وتشارك مجالس الأحياء أيضا في اتخاذ القرارات الخاصة مثلا بمخططات البناء. وتناقش المساعدات المقدمة للشباب، وأيضا الموازنة (التي يجب أن يصادق عليها مجلس النواب في إطار إعداد الموازنة).

ويقرر سياسيو الحي مثلا وضع بعض المناطق تحت قانون حماية البيئة.  وفي هذه المناطق يجب المصادقة على ترميم الشقق الفاخرة، ومن غير الجائز جمع مساكن مع بعضها البعض إلا بعد الترخيص أو تحويلها من مساكن للأجرة إلى مساكن للتملك، من أجل الحيلولة دون ارتفاع الأجرة، وضمان سكنى أناس مختلفين في حي واحد. ففي حي "ميتي" تم مثلا في شهر مايو وضع خمس مناطق تحت الحماية البيئية.

تنتخب مجالس الأحياء بالأغلبية مكتب الحي الذي يضم رئيس الحي وأربعة مستشارين. وخلافا لما هو مألوف على مستوى الولاية، لا يتم أثناء التصويت حصر الأصوات التي امتنعت عن التصويت. ويكون مكتب الحي الهيئة الإدارية الوحيدة في الحي.